القاهرة | مثّلت وحدة سوريا محوراً رئيسياً في مواقف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال «قمة مجموعة الثماني النامية» التي احتضنتها القاهرة أمس، ولا سيما في اللقاءات الثنائية التي جمعته إلى نظيريه التركي رجب طيب إردوغان، والإيراني مسعود بزشكيان، فضلاً عن المناقشات حول قضايا المنطقة بين قادة الدول الثلاث، والتي ترافقت مع مباحثات مصرية على مستوى أمني رفيع مع الوفود الإيرانية والتركية.
على أن المباحثات المصرية - التركية شهدت تبايناً في العديد من المواقف بشأن سوريا، خصوصاً لناحية التعامل مع السلطات الانتقالية، وآلية معالجة المسألة الكردية، وإدارة أزمات الداخل السوري، في ظل رغبة واضحة أبدتها أنقرة في تعزيز نفوذها في سوريا. وفي السياق، تحدّث السيسي حول «ضرورة اتخاذ خطوات جادّة من أجل إتاحة الفرصة لانتقال سلمي للسلطة في سوريا وإعادة بناء الجيش السوري بشكل يسمح له بالدفاع عن أراضيه»، بحسب ما أفاد به مسؤولون مصريون «الأخبار»، في حين جرى الاتفاق على استكمال التشاور خلال اجتماعات لاحقة، وسط ترتيبات لزيارات وفود متبادلة على المستوى الاستخباراتي، علماً أن زيارة إردوغان إلى القاهرة هي الثانية من نوعها بعد «عقد القطيعة».
وفيما سجّلت القمة الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى القاهرة منذ أكثر من عقد، التقى السيسي، بزشكيان، مرتين على مدار اليوم بشكل منفرد، وتناول معه تفاصيل عدة مرتبطة بلبنان والرؤية الإيرانية للأوضاع الإقليمية. كما تطرّق الرئيسان إلى مسألة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي لا يزال قيد مناقشات في مصر، في ظل وجود تباين في وجهات النظر بشأن الخطوة التي يفضّل بعض المسؤولين إرجاءها، تجنباً لاستفزاز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.